غزة... مصير شعب على حافة النسيان

بقلم: المهندس خالد بدوان السماعنة 

ياله من زمان تزداد فيه الأحداث تسارعًا وتتراجع فيه القيم الإنسانية، ليقف شعب غزة كمرآة لضمير العالم، ولكنه يواجه خطر التهشيم الكامل. فأكثر من مليوني شخص في رقعة صغيرة من الأرض، يعيشون بين أنقاض الحروب، وتحت وطأة الحصار، وفي ظل صمت دولي لم يعد يثير الدهشة، بقدر ما يثير الغضب.

وحفظ الله سليل الدوحة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حين لخص هذه الحالة بقوله:« اليوم يتجه هذا العالم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة. يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم،وأضاع الفرصةتلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها». انتهى

منذ السابع من أكتوبر 2023، ومع اندلاع الحرب الأخيرة، شهد قطاع غزة دمارًا واسعًا ونزوحًا غير مسبوق. آلاف الشهداء، مئات الآلاف من المهجّرين، وانهيار شبه كلي للخدمات، حتى بات المشهد أشبه بـ"نكبة متجددة"، لكن هذه المرة أمام كاميرات العالم.

رغم هول الكارثة، لا يزال الغزيّون يقبضون على الحياة كما يُقبض على الجمر. وبينما يراهن الاحتلال على "كسر إرادة الناس"، تتردد من المخيمات والأنقاض أصوات تؤكد أن الهوية لا تموت، والحق لا يُمحى بالدمار.

بين السيناريوهات والواقع ،،،

المصير المطروح لأهل غزة لا يخرج عن ثلاثة سيناريوهات:

1. التهجير القسري المؤقت أو الدائم، وهي خطة مطروحة سرًا وعلنًا، تلقى دعمًا ضمنيًا من بعض الأطراف، لكن تقابلها معارضة مصرية وأردنية شديدة.

2. إدارة دولية أو عربية مؤقتة للقطاع، قد تكون مدخلاً لإعادة الإعمار، لكنها تصطدم بغياب توافق فلسطيني–دولي حولها.

3. الاستمرار في دوامة الحرب والدمار، وهو السيناريو الأقرب حتى الآن، في ظل غياب أي ضغط دولي حقيقي لفرض وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال.

غزة ليست قضية إنسانية فقط ،،،

يحاول البعض حصر غزة في بعدها الإنساني فقط، وكأنها كارثة طبيعية تحتاج إلى إغاثة، متجاهلين أن ما يحدث هو عدوان سياسي ممنهج، يستهدف الأرض والإنسان والكرامة والحق.

المطلوب اليوم ليس فقط شحنات غذائية، بل موقف عالمي أخلاقي جريء، يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، ويوقف نزيف الدم، ويكسر حصارًا يخنق الحياة منذ أكثر من 17 عامًا.

المستقبل.. مرهون بالقرار ،،،

مصير غزة ليس قدرًا مكتوبًا، بل قرار يجب أن يتخذه العالم، وخاصة الدول العربية والإسلامية، التي يقع على عاتقها مسؤولية كبرى في حماية هذا الشعب الصامد.

وغزة، برغم كل شيء، لا تزال تصنع من الألم أملًا، ومن الرماد مقاومة، وتردد للعالم كل يوم: لسنا عبئًا على التاريخ، بل نحن صانعوه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شكرا أبا هيثم .. شكرا محمد الوكيل ،،

قراءة | وثنية العصر ( الجهل ) تقوض دعائم التحديث ..

قراءة | الخاصرة الرخوة في حكومة دولة بشر الخصاونة ..