المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٣

قراءة| “الإنجاز” المصوَر .. فقاعة الصابون والواقع المُضَلِّل

 باديء ذي بدء فإنني لا أتجاهل دور الإعلام المصور بأشكاله المختلفة في نقل الإنجاز إلى عموم الناس، بل قد تكون الصورة أحياناً هي الدليل المادي الوحيد على وجود هذا الإنجاز، وبقائه في الذاكرة. أنا أعلم يقينا أن للصورة سلطانها على وعي المشاهد واللاوعي عنده .. هذه حقيقة لا يمكن أن نشكك فيها، لكن أن تصبح دليلا على إنجاز غير واقعي أصلا (تمثيلية) فهذه استطالة مابعدها استطالة. بمعنى آخر : مجرد صورة أراد منها ناشرها تضليل وعي المواطن عن حقيقة مايجري على أرض الواقع. فكل من دخل حقل التسويق الإعلامي أو حام حول دائرته يعلم علم اليقين أن الصورة ليست محايدة ! ولا هي موضوعية ! ومهما حاولت التبرأ من التحيز تجدها غارقة فيه حتى شحمة أذنيها. وكيف لاتكون كذلك وهي بمثابة النافذة على واقع لا يعرف المشاهد عنه شيئا ! بل كيف وهي تفتح باب الخيال أمام المشاهد ليكمل بدوره القصة وكامل المشهد. ولا يحكم هذا الخيال إلا حصيلة تجارب وخبرات وجملة إسقاطات. إن هذا الاتساع المخيف في عملية الإنجاز المصور من خلال الإعلام المرئي ووسائل التواصل الاجتماعي خلق من اللاشيء إنجازا لا علاقة له بالواقع المجرد. مشهد ذلك الفقير الذي يستلم

قراءة للمهندس خالد بدوان : مشهد إداري يعاني ..والمدير الحصيف بين افتعال الأزمات وإدارتها.

 جرت العادة في دول العالم الثالث عموما، وفي وطننا العربي خصوصاً الاعتماد في إدارتهم للأمور على قاعدة الإدارة اليومية، أو إن صح التعبير “الإدارة بالفزعة” و ردة الفعل. ولما كان التخطيط الاستراتيجي الفاعل على الأرض مغيبا عن واقع مؤسساتنا الا ماندر كان من السهل على الثعالب اختراع وافتعال الأزمات ليقولوا: هانحن ذا. افتعال الأزمات وخلقها والمبادرة إلى حلها نوع من أنواع الإدارة البائسة التي تؤكد على أن صاحب هذا الاتجاه شخصية ماكرة بامتياز، يعمد بصنيعه هذا إلى التحكم بالآخرين والسيطرة عليهم. ولاتستغرب اذا ما كانت دول عظمى تلجأ إلى هذا النوع من الإدارة بهدف الهيمنة على العالم. وحتى يصل اصدقاؤنا هؤلاء إلى غايتهم فهم بحاجة إلى الإعداد المبكر للأزمة، وتهيئة المسرح لتقع هذه الأزمة فيه، ثم العمل على توزيع الأدوار بحيث يضمن أن كل فرد في المسرحية يؤدي دوره بامتياز سواء علم ام لم يعلم. كما وينبغي هنا أن يتم اختيار الوقت المناسب لتفجير هذه الأزمة وبغض النظر عنها: مالية، سياسية، إعلامية … هذا إذا كانت المؤسسة تخضع لمخططات فردية تقضي بإدارتها عبر اصطناع أزمات، لكن ثمة نوع اخر من المديرين يكون أسيرا لسلسلة

قراءة ! إن شكروا الله على النفط والذهب .. فالأردنيون يشكرون الله على قيادة هاشمية نسبها أصفى من الذهب

 يتغنى بعض أشقائنا العرب بالنعم التي انعم الله بها عليهم، كالنفط والذهب وغيره، وحق لنا كأردنيين أن نشكر الله على نعمة القيادة الهاشمية التي كان على يديها تأسيس الأردن كدولة، فلولا الله ثم الهاشميين ماكان ثمة اليوم من يحمل الجنسية الأردنية. تعالوا بنا نعود في شريط الذاكرة .. إلى مابعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حين دخل الأمير فيصل بن الحسين ومعه جيشه إلى دمشق في تشرين الأول 1918، وأصبحت “شرق الأردن” الواقعة جنوب سوريا جزءاً من إدارةٍ عاصمتُها دمشق. وتحرّك أحرار العرب ونادوا بفيصل بن الحسين ملكاً على سوريا وأعلنوا قيام المملكة السورية في 8 آذار 1920. هنا سرعان ما قام جيشُ الجنرال الفرنسي غورو بالهجوم على جيشَ الدولة العربية في سوريا، وأنهت معركةُ ميسلون أولَ حلم لوحدة عربية حديثة بقيادة هاشمية. هنا شجع البريطانيون وفي نيسان من عام 1921م قيام حكومات عربية في كل من اربد (عجلون)، وجرش، والسلط، والكرك، والطفيلة. والتي كانت استمرارا للتنظيمات الإدارية العثمانية. كان استقرار شرقي نهر الأردن -الذي اعتبره البريطانيون جسرا يربط فلسطين بالعراق- مهما جدا،ومع ذلك فهذه الحكومات لم تكن تحت اسم دولة

راءة| ليس سهلا أن تكون قائدا .. وخاصة في هذا الزمن الصعب ..

  نعيش  في زمان تتزاحم فيه الأقدام على أبواب المناصب بشتى أنواعها، وكل له غايته وبغيته. أنا هنا لن أمارس دور الراهب المتبتل الذي يلقي المواعظ؛ ولكني أعلم يقينا أننا بحاجة دوما في مؤسساتنا العامة والخاصة على حد سواء إلى قيادات نموذجية كالتي قرأنا عنها في الزمن الغابر. وتاريخنا الإسلامي يزخر بالنماذج القيادية التي تعد مواصفاتها اليوم فى الشرق والغرب أحد أشهر نماذج القيادة على مستوى العالم. او مايعرف اصطلاحا «نظام القيادة عن طريق القدوة». هذا النظام القيادى طبق بنجاح فى كثير من المؤسسات والشركات والجامعات الغربية كما واستخدمته القوات المسلحة البريطانية فى تدريباتها. لا أظن أحدا يجادل في ان غياب الإدارة الجيدة والحكيمة والعلمية هى أحد اهم أسباب تخلف المؤسسات الحكومية أو الخاصة عن ركب العالمية والتطور. إن أهم مسؤوليات القائد تكمن في ثلاثة: إتمام المهمة، ثم تكوين فريق العمل والحفاظ عليه، وأخيرا تنمية الفرد. للأسف اكثر الشباب اليوم قد يتخرج من الجامعة وهو لا يعرف كيف يدير نفسه فضلا عن إدارته وقيادته للآخرين، وإن حصل وتولى مسؤولية إدارية حقيقة فستجده يستعمل النظرية البائسة المعروفة بـ«التجربة