قراءة| “الإنجاز” المصوَر .. فقاعة الصابون والواقع المُضَلِّل
باديء ذي بدء فإنني لا أتجاهل دور الإعلام المصور بأشكاله المختلفة في نقل الإنجاز إلى عموم الناس، بل قد تكون الصورة أحياناً هي الدليل المادي الوحيد على وجود هذا الإنجاز، وبقائه في الذاكرة. أنا أعلم يقينا أن للصورة سلطانها على وعي المشاهد واللاوعي عنده .. هذه حقيقة لا يمكن أن نشكك فيها، لكن أن تصبح دليلا على إنجاز غير واقعي أصلا (تمثيلية) فهذه استطالة مابعدها استطالة. بمعنى آخر : مجرد صورة أراد منها ناشرها تضليل وعي المواطن عن حقيقة مايجري على أرض الواقع. فكل من دخل حقل التسويق الإعلامي أو حام حول دائرته يعلم علم اليقين أن الصورة ليست محايدة ! ولا هي موضوعية ! ومهما حاولت التبرأ من التحيز تجدها غارقة فيه حتى شحمة أذنيها. وكيف لاتكون كذلك وهي بمثابة النافذة على واقع لا يعرف المشاهد عنه شيئا ! بل كيف وهي تفتح باب الخيال أمام المشاهد ليكمل بدوره القصة وكامل المشهد. ولا يحكم هذا الخيال إلا حصيلة تجارب وخبرات وجملة إسقاطات. إن هذا الاتساع المخيف في عملية الإنجاز المصور من خلال الإعلام المرئي ووسائل التواصل الاجتماعي خلق من اللاشيء إنجازا لا علاقة له بالواقع المجرد. مشهد ذلك الفقير الذي يستلم