المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٣

هندسة الإصلاح أم إنجازه ! .. وصفات معلبة غير صالحة للأكل.

  هل الرغبة إلى فريق حكومي جديد يدير الدفة والتي ترشح بها صالونات السياسة الخلفية سببها وجود فريق جاهز بعقول يابانية أو ألمانية تم استيراده ليحل محل الفريق الحالي الذي ترى الكثيرين ينتظرون رحيله بفارغ الصبر ؟! بالطبع لن يتم استيراد أحد بمثل هذه المواصفات ..مع أن قناعتي الشخصية تؤكد على أن الخلل ليس في الفريق الحالي، ولكنه خلل متراكم طوال عقود مضت أسه وأساسه لغة المحاصصة التي يدافع عنها الجميع وباستماته، وأما من جهة أخرى فالتفنن في كيل التهم للآخرين دون وقفة مع النفس لمحاسبتها. لنكن صريحين مع أنفسنا .. لن تقوم لنا قائمة كتلك التي نرجوا حتى نتخلى عن الأدوات القديمة التي كانت سببا رئيسا في تأخرنا عمن كانوا خلفنا بسنوات. لن تقوم لنا قائمة ما دمنا لم نتخل عن اللهاث خلف المكانة التي تحققها لنا الوظيفة واستغلال المناطقية لتحقيق المكاسب الشخصية حتى وإن كان ذلك على حساب رفعة وطن. حتى لو تمكنا من استحداث فريق آلي عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأسندنا إليه زمام الأمور فكانوا هم صناع القرار في الدولة، فسيصطدم هذا الفريق بواقع البنية الاجتماعية التي لها ثقلها في توليد قوة شد عكسية -إن لم تحل

قراءة| النّفعيّة والواقعيّة السّياسيّة .. قفاز نظيف ويد قذرة وما هو مفيد فهو ضروريّ

  كتاب “الأمير” للمفكر والفيلسوف الإيطالي “نيكولو مكيافيلي” نتاج يد رجل برتبة مستشار معزول من منصبه ومنفي عن بلده بعد أن تم التنكيل فيه في زنازين فلورنسا قام على إثرها بتسطير تجربته في بلاط السياسة والحكم والعسكرية. لم يكن بالمستشار العادي في بلاط حاكم فلورنسا .. كان سفيرا لبلاده .. جنديا صلبا شارك في المعارك .. بعبارة أخرى كان رجل دولة بامتياز ومع ذلك جرى عليه ماجرى من التنكيل بعد أن طالته يد التغيير. كان لميكافيلي كتابان: “الأمير” نشر عام 1532، و”المطارحات” نشر عام 1531، وكلاهما لم ينشرا في حياته، فقد توفي ميكافيلي عام 1527. ورغم أن النشر كان بموافقة البابا إلا أنه وبحلول عام 1559 كانت كل كتبه محظورة. ما شدني أنا شخصياً في هذا الكتاب أن فهم الناس له كان متناقضا تماما .. فطائفة حملته على الجانب المأساوي للسياسة، وأن أسلوب الديكتاتورية والشر هو الناجح النافع الذي ينبغي أن يعتمده الساسة مع شعوبهم. وعلى النقيض تماما يراه البعض توجيها للطغاة -أصلا – كيف يحكمون قبضتهم على الناس. فهل أصاب بعض النقاد حين وصفوه ب(أستاذ الشر) !!. ميكافيلي كان في كتابه يقدم نصيحة لزعيم دولته حينها حيث جاء في ال

مجتمع الرويبضة بين دلالة الواقع المرير والنذارة بقرب خروج الأعور الدجال

  كثيرا ما نسمع عبارة " زمن الرويبضة" .. "فلان رويبضة " .. الخ وأصل العبارة قد جاء من حديث نبوي  شريف رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات ، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضه. ، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ .. قال : "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"). هل ثمة وصف أبلغ من هذا الوصف النبوي لمجتمع بأكمله أقل مايمكن أن يقال فيه: مجتمع انقلبت فيه الموازين . الكاذب مصدق! ..  والخائن مؤتمن! ..  والصادق مكذب! ..  والأمين مخون!. وهذا دليل واقعي على علو السفلة وإقصاء الأفاضل والأخيار، لتصبح الكلمة في هكذا مجتمع لجهلة الناس وأسافلهم والتفه منهم دون علمائهم وأفاضلهم وخيارهم. والحديث لا يتكلم يقصد الزمان بكونه خداع ! بل يصف حال أهل ذلك الزمان ! فهم أهل خديعة وحيلة عياذا بالله تعالى من أهل المكر والخديعة. ولولا أنهم كذلك ما كان للفاسق والتافه أن تكون له كلمة بينهم .. ولكن حين يعم الفساد يسود الفاسد .. وحين يصبح الفسق ظاهرة يعلو الفاسق و