قراءة ! إن شكروا الله على النفط والذهب .. فالأردنيون يشكرون الله على قيادة هاشمية نسبها أصفى من الذهب

 يتغنى بعض أشقائنا العرب بالنعم التي انعم الله بها عليهم، كالنفط والذهب وغيره، وحق لنا كأردنيين أن نشكر الله على نعمة القيادة الهاشمية التي كان على يديها تأسيس الأردن كدولة، فلولا الله ثم الهاشميين ماكان ثمة اليوم من يحمل الجنسية الأردنية.

تعالوا بنا نعود في شريط الذاكرة .. إلى مابعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حين دخل الأمير فيصل بن الحسين ومعه جيشه إلى دمشق في تشرين الأول 1918، وأصبحت “شرق الأردن” الواقعة جنوب سوريا جزءاً من إدارةٍ عاصمتُها دمشق. وتحرّك أحرار العرب ونادوا بفيصل بن الحسين ملكاً على سوريا وأعلنوا قيام المملكة السورية في 8 آذار 1920.

هنا سرعان ما قام جيشُ الجنرال الفرنسي غورو بالهجوم على جيشَ الدولة العربية في سوريا، وأنهت معركةُ ميسلون أولَ حلم لوحدة عربية حديثة بقيادة هاشمية.

هنا شجع البريطانيون وفي نيسان من عام 1921م قيام حكومات عربية في كل من اربد (عجلون)، وجرش، والسلط، والكرك، والطفيلة. والتي كانت استمرارا للتنظيمات الإدارية العثمانية.

كان استقرار شرقي نهر الأردن -الذي اعتبره البريطانيون جسرا يربط فلسطين بالعراق- مهما جدا،ومع ذلك فهذه الحكومات لم تكن تحت اسم دولة واحدة تجمعها.

وفي خطوة هاشمية جديدة شهدت هذه الأرض (شرق نهر الأردن ) تحرك الأمير عبدالله بن الحسين من الحجاز إلى معان ثم إلى عمان؛ ومعه بعض قيادات حركة الاستقلال العربي، ومنهم رشيد بيك طليع، وغالب الشعلان، وعوني عبد الهادي.

قام يومها سمو الأمير بالتواصل مع وزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل، والمندوب السامي البريطاني السير هربرت صموئيل في مدينة القدس بتاريخ 29 آذار/مارس 1921م في مفاوضات أقل ما يقال فيها أنها شاقة!

استطاع الأمير عبدالله يومها وبخبرته السياسية الفذه وحسن استشرافه للمستقبل، أن ينتزع اعتراف بريطانيا بتأسيس دولة في شرق نهر الأردن، فتم إعلان حكومة شرقي نهر الأردن، التي تطورت فيما بعد إلى المملكة الأردنية الهاشمية وذلك يوم ٢٥ أيار من عام ١٩٤٦م. وهو عين التاريخ الذي يحتفل فيه الأردنيون باستقلال دولتهم.

ومرة أخرى وسعيا لتحقيق حلم الهاشميين في وحدة الأمة العربية قام الملك عبدالله الأول ابن الحسين تأكيداً لثقة الأمة، واستناداً إلى حق تقرير المصير، وإلى واقع ضفتي (الأردن) الشرقية والغربية ووحدتهما القومية والطبيعية والجغرافية، وضرورات مصالحهما المشتركة ومجالهما الحيوي، قام باستصدار قرار من مجلس الأمة الأردني الممثل للضفتين في اليوم الواقع في (7 رجب سنة 1369 الموافق لتاريخ 24 نيسان 1950) ليعلن فيه عن تأييد الوحدة التامة بين ضفتي الأردن الشرقية والغربية واجتماعهما في دولة واحدة هي (المملكة الأردنية الهاشمية) وعلى رأسهما حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله بن الحسين المعظم وذلك على أساس الحكم النيابي الدستوري والتساوي في الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعاً.

واستمرارا لجهد الأولين .. عاود الكرة وسعى الملك الراحل الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- على خطى جده في تأسيس الاتحاد العربي، المعروف أيضا بـ”الاتحاد العربي الهاشمي”، فصدر في عمّان إعلان مشترك عن تأسيس هذا الاتحاد يوم 14 فبراير/شباط من عام 1958 بين المملكة العراقية والمملكة الأردنية الهاشمية، في مشهد أعاد إلى الأذهان حينها حلم الهاشميين في تحرير الوطن العربي الكبير وتوحيده.

وبعد مداولات ومفاوضات شاقة استمرت أشهرا، وُلدت حكومة الاتحاد الهاشمي التي تشكّلت من رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد ونائبه الأردني إبراهيم هاشم، في حين حظي العراقي توفيق السويدي بمنصب وزير الخارجية، والأردني سليمان طوقان بوزارة الدفاع، والعراقي عبد الكريم الأزري بوزارة المالية.

ولكن للأسف .. لم تمر أكثر من 5 أشهر على تأسيس الاتحاد حتى حدثت ثورة 14 يوليو/تموز 1958 في العراق التي انقلب فيها تشكيل الضباط الأحرار على الملك فيصل بن الحسين، ليقُتَل والأسرة الحاكمة ومن ثم يقتل معهم السياسي العراقي المخضرم رئيس وزراء الاتحاد نوري السعيد.

ويضيف إبراهيم العلاف أنه بعد الانقلاب بيومين وفي 16 يوليو/تموز 1958 أصدر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية عبد الكريم قاسم بيانا أعلن فيه انسحاب جمهورية العراق من الاتحاد العربي الهاشمي.

خاض الهاشميون في الأردن معتركات صعبة جدا في سبيل الحفاظ على ديمومة وبقاء المملكة آمنة مستقرة في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة. بدءا من حرب ١٩٤٨ ثم ١٩٦٧ ثم ١٩٧٠ ثم احداث الحرب الإيرانية العراقية وتبعاتها السيئة على المنطقة برمتها، ثم ما جرى من أحداث غزو العراق للكويت الذي جلب شرا عظيما على المنطقة وعانى الأردن خلالها حكومة وشعبا الأمرين. واستمرت الأزمة العراقية لتتطور تطورا هدد أمن وسلامة الأردن كله.

وما جرى عقب ذلك من أحداث جسام في العالم عموما وفي الشرق الأوسط خصوصا كان آخرها الربيع العربي / أو العبري إن شئت فسمه.

ومع شدة حلك الظلام إلا أن القيادة الهاشمية الحكيمة استطاعت أن تحافظ على تلاحم هذا الشعب ووقوفه سدا منيعا في وجه دعاة الفتن والقتل وسفك الدم الحرام.

الحديث يطول .. لكن مما لاشك فيه أن مما يشكر الله عليه أن جعل حكم هذه البلد في يد قيادة هاشمية نسبها أصفى من الذهب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة| فكر أسود عابر للقرون .. "القرامطة" يضربون من جديد ..

قراءة | الخاصرة الرخوة في حكومة دولة بشر الخصاونة ..

حين لا تبقى فائدة من البقاء .. بادر بالرحيل .. فأرض الله واسعة