قراءة | كلمات ملكيات غاليات .. عضوا عليها بالنواجذ
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في رسالته ( أن الغاية والهدف النهائي من تحديث القطاع العام تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ورفع كفاءة الإدارة العامة).
وعليه وفي كلمات قلائل حدد جلالته المؤشرات التي نحكم من خلالها على نجاح عملية الإصلاح الإداري والنجاح في تحديث القطاع العام الذي من المفترض أن يكون ضمن برنامج الحكومة الحالية .. فالمطلوب أن لا نرى تشوهات في القطاع العام ! وأن نلمس إيجابيات على أرض الواقع وليس مجرد شعارات رنانة لا رصيد لها من واقع.
ولو انتبهنا جيدا إلى مفاهيم كلمات جلالة الملك حفظه الله لتأكدنا أنها جامعة مانعة، ولرأينا وبكل وضوح أن الإصلاح الإداري الذي أكد عليه جلالته هو مطية النجاح الاقتصادي والسياسي، بل هو سبيل النجاح في كافة المجالات.
لقد حملت كلمات جلالته مفهوما واضحا ومباشرا لكل صناع القرار مفادها: لا مكان اليوم للمسؤول المتردد والعاجز عن المواجهة واتخاذ القرار الصائب.
وهذا يقودنا إلى فهم آخر واضح وصريح مفاده: ضرورة دعم المسؤول القوي والجريء.
لقد وطدت هذه المفاهيم الجلية في كلمات جلالته أسس اختيار المسؤولين الذين لا بد أن يكونوا رجال مرحلة يحملون في قلوبهم إصرارا وعزيمة وثباتا كأنما هم الجبال .. ثابتون ثبات جبل أحد .. بل ثبات ابن رواحة حين قطعت يده فأخذ الراية بشماله، فقطعت شماله فأخذ الراية بين عضديه.
لامكان للمتخاذل أو الجبان الرعديد .. ولا مكان للذي يخلد إلى الأرض أو ينشد الدعة والراحة.
نعم .. فظرف الأردن الحالي حرج، جاء إثر واقع إقليمي سيء، رافقه تبعات كبيرة على الاقتصاد الوطني، خلقت إحباطات، وزادت الهوة بين الحكومة والشعب، وسرت الإشاعة الهدامة في المجتمع كما النار في الهشيم، مما زاد الطين بلة، وفتح الباب على مصراعيه لمزيد من المؤامرات التي حيكت برعاية إبليسية.
فالمرحلة تحتاج رجالا بحق .. أهل فروسية.. فالقائد الأعلى يريد فرسانا حوله يحملون الراية ويحققون الغاية.
والرائع في الأمر أن جلالته في كلماته الماتعات وصف الداء والدواء .. ولم يدخر وسعا في توجيه أو نصيحة بما يتفق مع المقام .. فتجده تكلم وبكل صراحة عن تلك الفجوة التي بين الشعب والحكومة .. ولكنه بادر إلى ضرورة ردم تلك الهوة من خلال رفع سقف الشفافية .. وكأنه يقول: لا تعملوا في خفاء .. دعوا الرأي العام يكون على بينة من أمره .. حاربوا الإشاعة بالحقائق .. حاربوا الإعلام الفاسد بالإعلام الحر ..حاربوا الفاسدين بفضح كذبهم، وكشف مستور فسادهم، فليس بعد الحق إلا الضلال. انقضوا الباطل بالإنجازات .. دعوا المواطن يلمس التغيير بنفسه وأنفاسه، حينها سيكون المواطن الحر – الذي تزخر أرض الأردن به وبأمثاله- في خندقكم مدافعا عنكم وعن إنجازكم.
إن كل صانع للقرار فهم مرادات جلالة الملك من كلماته علم علم اليقين أنه في سباق مع الزمن، فالعدو من أمامه والبحر من ورائه وماله – والله- إلا الجد والسعي في إثبات أنه فقه الغاية وسعى إليها بكله وكلكله.
تعليقات
إرسال تعليق