قراءة | ثكلتكم أمهاتكم (!) متى كان العبث بأمن الأردن دينا وإيماناً (؟!).

كتبه المهندس خالد بدوان السماعنة 

الحمدلله الذي نجانا من أحدى جماعتين: إحداهما: أهل تفريط زين لهم الشيطان فعل المنكرات فاستحلوها، بل بلغ بهم الأمر أن رأوا المعروف منكرا، والمنكر معروفا، وظنوا أنهم بصبر الله عليهم وإمهاله لهم أنهم على خير، حتى سمعت منهم من يبارز الله بالمعاصي وهو يقول: لولا أن الله يحبني ما رزقني ولا آتاني وأعطاني ! ونسي أشباه هذا وأمثاله أن الله يمد لهم في غيهم استدراجا لهم -كما جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى لَيُمْلِي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْهُ»، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102].

وأما الجماعة الثانية التي امتن الله علينا فنجانا من فكرهم وغلوهم فهم أهل الغلو والإفراط !.

جماعة وقعوا في مكائد الشيطان فزين لهم الباطل حقا .. فاتبعوا أهواءهم، وركبوا رؤوسهم، وفهموا الدين بالمقلوب! يتركون محكم التنزيل إلى متشابهه ! وإجماع أهل العلم من الربانيين إلى أقوال شذاذ الأرض ممن لا تعرف لهم سندا ولا مستندا.

هؤلاء ليسوا حديثي النشأة .. بل هم قديمون قدم هذا الدين، فآباؤهم خرجوا على سلطان المسلمين وإمامهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه! خرجوا عليه فقاتلوه ولم يزالوا يتربصون به الدوائر حتى قتلوه غيلة رضي الله عنه .

لقد اُغتِيل عليُّ بْنُ أبي طالب رضي الله عنه على يد خارجيٍّ قميء يُدعى عبد الرحمن بْنُ مُلْجَم في 21 من شهْر رَمَضانَ سنةَ 40 هـ الموافق للـ 27 من يَنايِر سنةَ 661 م. 

وعلي بْنُ أبي طالب هو رابع الخلفاء الراشدين عند أهل السُّنة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة؛ لكنهم حكموا على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفر والخروج من ملة الإسلام فاستحل هؤلاء الجهلة الأغبياء دمه الزكي! في حين أن الخليفة الراشد (علي) كان حين يسأل عنهم: (أكفَّارٌ هم؟ قال: من الكفر فَرُّوا). فلم يكفرهم. فشتان بين الثرى والثريا ! بين إمام راشد تخرج من مدرسة الرحمة والنبوة! وبين قوم قاد الشيطان زمام تعليمهم وحرفهم عن الحق فظنوا التفجير والتقتيل في عباد الله إيمانا ودينا فاتخذوا من هذا الظلم شرعة ومنهاجا رغم تدينهم وعبادتهم وإظهار الورع والزهد -كما قال حبر الأمة وترجمان القران عبد الله بن عباس رضي الله عنهما- يصفهم حينما دخل عليهم لمناظرتهم: دخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهاداً، جباههم قرحة من السجود، وأياديهم كأنها ثفن الإبل، وعليهم قمص مرحضة، مشمِّرين، مسهمة وجوههم من السهر.  

وأما جندب الأزدي فيقول في وصف تدينهم: لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فانتهينا إلى معسكرهم، فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن.

لقد كانت آفة هؤلاء الجهلة مع تدينهم وعباداتهم أنهم كانوا أهل جهل بالكتاب والسنة، أساؤا الفهم وقل تدبرهم وتعقلهم، ولم ينزلوا نصوص الوحيين منازلها الصحيحة حتى استباحوا دماء مخالفيهم، ومنهم من استباح قتل النساء والأطفال من مخالفيهم كما عرف ذلك عن طائفة منهم كانت تدعى الأزارقة.

وعبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه كان يراهم شرار خلق الله، وكان يقول: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين.

وكان ابن عمر إذا سئل عن الحرورية ( وهو أحد اسمائهم التي تغيرت وتبدلت بمرور الزمن ) ؟ قال: يكفرون المسلمين، ويستحلون دماءهم وأموالهم، وينكحون النساء في عِدَدِهِنّ، وتأتيهم المرأة فينكحها الرجل منهم ولها زوج، فلا أعلم أحداً أحق بالقتال منهم.

هؤلاء القوم مجرمون، وهنيئا لمن قتل على أيديهم بنص الحديث: " خير قتيل من قتلوه " وفي هذا دعوة إلى محاربة هذا الفكر الضال وكافة منتحليه.

لا تستغربوا فالقوم منحرفون حتى النخاع، مخمورون غابت عقولهم حتى الثمالة ! إذ هل يعقل يا قوم أن يكون تخريب الأردن والمكر بأهله دينا (؟!). 

ويحكم (!!) ألم يكفكم ما حل بديار المسلمين هنا وهناك على أيديكم؟ وكنتم دوما سلاح العدو في نحورنا ؟

لكن ولم الغرابة! فأجدادهم مر بهم عبد الله بن خباب بن الأرت رضي الله عنه ومعه أم ولد حبلى، فناقشوه في أمور، ثم سألوه رأيه في عثمان وعلي رضي الله عنهما، فأثنى عليهما خيراً، فنقموا عليه، وتوعدوه بأن يقتلوه شر قتلة، فقتلوه وبقروا بطن المرأة، ثم يمر بهم خنزير لأهل الذمة فيقتل أحدهم الخنزير، فتحرجوا من ذلك وتأثموا وبحثوا عن صاحب الخنزير وأرضوه في خنزيره (!) فيا للعجب (!) أتكون الخنازير أشد حرمة من المسلمين عند أحد يدعي الإسلام، لكنها عبادة الجهال، التي أملاها عليهم الهوى والشيطان.

إن ما امتن الله به على نشامى الأجهزة الأمنية من كشف بعض أيادي هؤلاء يستحق الحمد والشكر من الله،  فهؤلاء مكروا بالأردن مكرا عظيما، وأرادوا به شرا مستطيرا، ولولا ستر الله وتلك العيون الساهرة على أمن هذا البلد لبلغوا مرادهم، لكن الله بإذنه كاف الأردن شرهم.

هذه لن تكون المحاولة الوحيدة، فالغدر والغيلة شيمتهم، واستدراج الشباب الصغار وسيلتهم وحيلتهم، وعلى الجميع في هذا البلد أن يراقب ويسهر على أبنائه وبناته ويراقب كل شاردة وواردة حتى لا يصل هؤلاء الجهلة إلى عقول أبنائنا يفعلون بها الأفاعيل.

الحذر الحذر .. فالأردن مستهدف كما كان دائما .. ولكن مايجري اليوم يستدعي منا مزيد حيطة وحذر ودعاء بأن يحفظ الله هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شكرا أبا هيثم .. شكرا محمد الوكيل ،،

قراءة | الخاصرة الرخوة في حكومة دولة بشر الخصاونة ..

قراءة | وثنية العصر ( الجهل ) تقوض دعائم التحديث ..