قراءة | « هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا » .. النصر في غزة واقع أم خديعة !


كتبه المهندس خالد بدوان السماعنة 

لم أجد وصفا دقيقا يصف ما حل بأهل غزة كما رأيته في كلام رب العزة جل جلاله في المؤمنين يوم غزوة الأحزاب !

إي والله يا أهل غزة .. ما من بلاء سمعنا به في الأولين و الآخرين إلا ونزل بساحتكم .. جوع وعطش وخوف وقتل وغرق وداءات .. 

لقد زلزل أهل غزة زلزالاً شديدا .. ابتلي أهل غزة واختبر الله إيمان المؤمنين منهم، ومُحِّصَ القوم، وعرف المؤمن من المنافق، واتخذ الله منهم شهداء.

لكن وأنا أرى الإعلام يتحدث عن النصر في غزة هاشم، وأن نتنياهو لم يحقق أهدافه التي أعلنها قبل دخول غزة ! ينتابني قلق سببه اسئلة تؤزني أزا . . . لعل اولها: ألم يكن من أهداف نتنياهو غير المعلنة في حربه على غزة تدميرها ؟!

ألم يكن من أهداف نتنياهو في حربه على غزة قتل أكبر عدد من اهلها؟!

ألم يكن من أهدافه في إجرامه في غزة وأهلها تهجيرهم نحو سيناء المصرية؟! وهذه بالذات لم يستطع تحقيقها لأن الجيش المصري رفض رفضا قاطعا المشاركة في هذه المؤامرة.

ألم يكن من أهدافه غير المعلنة إقحام  الدول العربية المجاورة له في أتون ثورة تأكل الأخضر واليابس؟ وخلق نموذج جديد لربيع عبري آخر ؟! ولكن الله سلم.

ألم يكن من أهدافه إيجاد مبررات تدعم مسعاه في ضرب أي مكان حوله في اي وقت يشاء ؟! ( بلطجة و عربدة ) في المنطقة تحت حماية دولية وعالمية؟! اغتيالات بالجملة لأناس لم نكن نتخيل أن إسرائيل ستتمكن من فعلها يوما !!! ألم يكن ذلك من أهدافه غير المعلنة فقتل واغتال قيادات فيما يسمونه محور الممانعة والمقاومة هنا وهناك باسم الدفاع عن إسرائيل ؟!

ماذا نرى اليوم في غزة هاشم! .. 

نرى اكبر عدد من القتلى منيت به غزة عبر تاريخ شعب فلسطين في جهاده ضد المحتل .. ناهيك عن عملية التشويه للآلاف من أهلنا فى غزة.. انتقاما لعدة مئات من قتلى الجيش الإسرائيلي!!

أكثر من 85 الف فلسطيني بين مشوه ومعاق ... غير آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

نتنياهو دمر البنية الاساسية والفوقية والتحية في غزة .

نتنياهو لم يبق مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا دور عبادة للمسلمين ولا لغير المسلمين .. ولم يبق معالم أثرية ولا تاريخية.. نتنياهو لم يترك شارعا واحد مرصوفا .. بمعنى أدق .. نتنياهو حرث غزة كلها ..  لامواسير مياه، ولا صرف صحي.. ولا محطات كهرباء.. ولا محطات تحلية المياه .. 

لقد قضى نتنياهو على كل فرص الحياة فى غزة بعد أن يغادرها.. هذا ان تركها وشأنها وهيهات. وأضاف إلى كل جرائم القتل بالنار قتلا بالحصار والتجويع.

بل واستطاع نتنياهو أن يعيد احتلال معبر رفح الفلسطيني واستولى على محور فيلادلفيا!

والسؤال هنا: لماذا يهتم الإعلام عموما بالأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب ويتجاهل عن قصد كافة الأهداف غير المعلنة من هذه الحرب!

كم عدد الأطفال الذي قضى نتنياهو على أسرهم كاملة؟ إنهم بالآلاف !!

وكم عدد الذين سيبقون في جحيم المعاناة من الأمراض النفسية وغير النفسية ؟! إنهم بالآلاف !!

حسب التقديرات الأولية فإن نقل الأنقاض فقط يتطلب فى أقل تقدير 14 عاما.. وذلك بفرض استخدام مائة شاحنة يوميا لنقل 39 مليون طن بمتوسط 107 كيلو جرامات لكل متر مربع من القطاع.. فكيف بالتعمير.. والإنشاء .. وكيف سيعيش الفلسطينيون بعد ذلك دون ماء.. دون كهرباء.. دون صرف صحي.. لقد دمر نتنياهو كل شيء.. وكان هذا هو هدفه الاكبر.. وقد حقق هذا فعلا.

والآن يأتي دور الإعلام ليظهر نتاج ماجرى على أنه نصر مؤزر للغزاويين وبالتالي فإن مثل هذا النصر يستحق مثل هذا الثمن .. بل سيجعلونه ثمنا بخسا أمام نصر جرى على إسرائيل وجيشها .. هكذا يريدون إقناعنا؟!.. والصواب أن شعب غزة صمد حين خذله العالم فلم يجد معه إلا الله ثم القلة القليلة من العالم كان على رأس هذه القلة الأردن ملكا وحكومة وشعبا ..وإن رغمت أنوف. لكنه شعب دفع فاتورة ظلم وطغيان ومؤامرة حيكت عليه وأمر دبر في غرف مغلقة. لقد أرغم على دفع فاتورة باهظة جدا ظلما وعدوانا عليه. ولقد تعاظمت فاتورة الغزاويين ومابذلوة نتيجة وهم الإسناد الذي لم يروه .. والان سيتألم الغزاويون وحدهم .. سيعانون مابقي من عمرهم وحدهم ... لن يشعر العالم بحالهم بعد اليوم كما لم يشعروا بهم قبل اليوم.

لقد فرحنا بأن شلال الدم سيتوقف .. وفرحنا لأن شعب غزة قد بقي منهم أحياء بعد أن ظننا أن حرب الإبادة ستطالهم جميعا .. فرحنا بضوء رأيناه أخيرا في اخر النفق المظلم الذي دخله الغزاويون.

لكننا نفرح ومع ذلك نعلم أن الألم لن يتوقف حاليا .. وأن المعاناة ستستمر إلى حين .. ولا يجوز ولا ينبغي أن تنطلي علينا حيلتهم .. أهل غزة لم يهزموا ولم ينتصروا .. أهل غزة زلزلوا زلزالا شديدا ..عدى عليهم ظالم غاشم بجيشه فاستحل كل شيء .. لم يرحم أحدا .. لاشيخا كبيرا ولا صغيرا ولا طيرا ولا دابة تدب على الأرض .. لكن الله بفضله وحده لم يأذن بفنائهم وإن كان هذا الظالم قد خطط ولا يزال يخطط لذلك .. قتل جزءا منهم .. وترك جزءا كبيرا يموت ببطء .. لكن سيبقي منهم من لعل النصر الغائب يكون على يديهم.

والسؤال القائم: هل توقفت حرب الإبادة على أهل غزة فعلا؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شكرا أبا هيثم .. شكرا محمد الوكيل ،،

قراءة | الخاصرة الرخوة في حكومة دولة بشر الخصاونة ..

قراءة| من هو « السفياني»؟ وما علاقة الأردن به ؟