قراءة|غرب الأردن .. وجدلية ارتباط التحرير بإرهاصات قيام الساعة
قراءة|غرب الأردن .. وجدلية ارتباط التحرير بإرهاصات قيام الساعة.
كتبه المهندس خالد بدوان السماعنة
ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث – عند الطبراني والبزار- جاء فيه: "يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن، أنتم شرقي النهر وهم غربيه، قال الراوي: ولا أدري أين الأردن يومئذ؟".
لطالما عول كثير من المسلمين على هذه الزيادة "أنتم شرقي النهر وهم غربيه" في تخيل مستقبل فلسطين وكيفية خلاصها!!. بل إن كثيرا منهم قد سلم أن "الضفة الغربية" لنهر الأردن لن تكون يوماً لعرب أو مسلمين؛ لأن جيش اليهود –بناء على هذا الأثر - سيكون فيها عندما يهب المسلمون لحربهم من الضفة الشرقية للأردن، فضلاً عن أن ذلك الحديث يشير إلى أنه لن يكون ثمة بوابة لتحرير فلسطين إلا الأردن، ولن يكون هناك تحرير لا من الجولان ولا سيناء ولا جنوب لبنان!! .
ومن باب الأمانة العلمية فقد بحثت بنفسي عن هذه الزيادة "أنتم شرقي النهر وهم غربيه" فلم أجدها في غير حديث الطبراني والبزار السالف الذكر والذي لم يرد فيه ذكر لليهود بتاتا. بل ذكر قتال الدجال ومن معه.
أما الحديث الذي جاء فيه قتال اليهود خصوصا فهو حديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله". وجاء في لفظ:" لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ، يا عبدَ اللهِ، هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقْتلْه. إلا الغَرْقَدَ ، فإنه من شجرِ اليهودِ".
وكما نرى فإن الحديث بلفظيه أخبر عن قتال اليهود دون تحديد المكان، وليس من الضروري أن يرتبط الحديث الأول والذي فيه زيادة " أنتم شرقي النهر وهم غربيه" والذي لم ينص على تخصيص اليهود بالقتال! بالحديث الثاني الذي ليست فيه هذه الزيادة، والذي نص على تخصيص اليهود بالقتال! وإذا كان الربط ممكناً فلن يكون إلا ببينة، ولم نجدها فيما اطلعنا عليه.
إن التشبث بهذه الزيادة اقنع الكثيرين أن لا نصرة على اليهود إلا إذا اجتمع الجميع من العرب المسلمين شرقي نهر الأردن وكان جميع اليهود غربيه !! وكأنهم يروجون لخديعة من نوع (ما) !!.
قد ينزعج الكثيرون إن قلنا لهم أن زيادة " أنتم شرقي النهر وهم غربية" حكم بعض علماء الحديث والأثر بأنها زيادة ضعيفة لم تثبت في السنة.
بل ومع كثرة الأحاديث الواردة في مقاتلة المسلمين لليهود و هي من الصّحّة بمكان كما يعلم الجميع، إلا أنه لا يوجد في شيء منها مثل هذه الزيادة على مقتضى القواعد العلمية الحديثية، ولأجل ذلك حكم علماء الحديث بكونها زيادة منكرة؛ لأنها من جهة ضعيفة السّند، و من جهة مخالفة لروايات الثقات.
ويترتب عندي على هذه النتيجة لطائف:
الأولى: أن هذا النفي لثبوت هذه الزيادة -قطعا- لا ينقص من فضل الأردن الذي هو قطعة طيبة من بلاد الشام التي جاءت الآثار تترى في فضلها وفضل أهلها. ويكفينا من هذه الآثار قوله عليه السلام:" ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام". ولنا -أيضا- حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشام أرض المحشر والمنشر". والأردن ولا ريب قطعة منها.
وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام حين قال ناصحا ذاك الصحابي: "عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده". والأردن منها.
بل حين أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصف سعة حوضه الذي يرده الناس يوم القيامة ليشربوا منه ليرووا ظمأهم قال في حديث أبي ذر رضي الله عنه :"... عرضه مثل طوله، ما بين عَمَّان إلى أيلة ....» والحديث في «صحيح مسلم»، وفي حديث ثوبان لما سئل عن عرضه قال:« من مقامي إلى عَمَّان». فأي شرف نالته عَمَّان ابنة البلقاء أن جرى ذكرها على لسان رسول الله.
اللطيفة الثانية: حين ينزل المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان .. أين ينزل ؟ ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ! ..
وأين يصلي صلاة الفجر يومها؟
يصليها في المسجد الأقصى في القدس ! والذي يصلي إماما بالمسلمين حينها المهدي ( محمد بن عبد الله)، في قصة معروفة لدينا، حين يحاول المهدي أن يتأخر لتقديم المسيح عليه السلام إماما، إلا أن رسول الله عيسى يأبى ذلك ويصلي مأموما.
والسؤال: أين اليهود حينها؟ وكيف سيبسط المهدي سلطته على القدس والأقصى، بل و يصلي في المسجد الأقصى بالجند معه دون مقاومة اليهود لذلك ؟ بل كيف سيصل المسيح القدس فالأقصى دون حواجز أو موانع؟!
أين اليهود؟
أين حواجزهم ؟ أين سلطتهم وسطوتهم ؟
لا بد أن تكون فلسطين كلها حينها تحت سلطة عباد الله المؤمنين حتى يتسنى للإمام المهدي فعل ذلك.
ثم بعد هذا اللقاء وهذه الصلاة تبدأ حرب مع الدجال وأتباعه من اليهود وأشباههم ..فمن إين يأتي الدجال؟
ثبت في صحيح السنة أنه يأتي من الشرق .. يأتي ومعه أتباعه الذين منهم سبعون ألف يهودي من يهود أصفهان على رؤوسهم الطيالسة!
لوكان اليهود حينها في فلسطين فلماذا يأتي بهم من تخوم إيران !
هذا يقضي أن فلسطين يومها تكون للمسلمين ولا بد .. وهؤلاء قد هيئوا وتهيأوا ليكونوا رجالا في جند المهدي والمسيح عيسى لقتال الدجال وجنده وأتباعه !
يا ساكن الأردن أبشر !
فإن ثمة إشارات في السنة تفيد أن ارض الأردن ستكون حاضنة المؤمنين المجاهدين.
جاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في ذكر الدجال وفعله في اخر الزمان :« ... أنه يطلع - أي الدجال- من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية أفيق، وكل واحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن ...».
وفي ها الأثر بيان واضح أن المؤمنين يتحيزون إلى الأردن، ويرابطون على ثراها، حتى مجيء ساعة الصفر ليكون كلّ من يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن عند ثنية أفيق.
يقول صاحب معجم البلدان: "وهي عقبة طويلة نحو ميلين ينحدر منها إلى غور الأردن، منها يشرف على طبرية وبحيرتها". انتهى.
فمن الأردن يبدأ هلاك الدجال وأتباعه من اليهود وغيرهم، وينتهي في فلسطين في (باب لد). حين يقتله المسيح عيسى عليه السلام.
اللطيفة الثالثة: إن هذا الفهم يوقد جذوة الأمل بأن النصر والتحرير لن يكون مرتبطا بتجمع اليهود في فلسطين! ولا أن ننتظر أن تصبح فلسطين كلها ملكا لليهود !بل ثمة إشارات على أن التحرير سيسبق نزول المسيح عيسى عليه السلام.
هم ينتظرون المسيح الدجال ليقودهم إلى إسرائيل الكبرى، ونحن ننتظر نصرا يعقبه نزول المسيح عيسى عليه السلام ليقتل دجالهم بحربته، وشتان بين الثرى والثريا.
ينظر اليهود الى فلسطين بأنها وطنهم القومي الموعود؛ الا انهم يرون بأن مفهوم الوطن مختلف تماما عن مفهوم الدوله؛ فلا يمكن تحقيق مفهوم الدولة الا بأغلبية سكان يهودية. لذلك فأنهم سيسعون جاهدين الى. تفريغ كل فلسطين مما هو غير يهودي وسنصل حينها الى نقطة(انتم شرقي النهر وهم غربيه).وما نشهده الان في غزة ماهو الا تنفيذ لما يعتقدون فالتهجير في نظرهم هو شرط لأستمرارية دولتهم المزعومة
ردحذف