قراءة | أبا عبيدة القسامي على رسلك .. الأردن ليس الهدف الأسهل .. ولا كلمة فيه تعلو على كلمة فارس بني هاشم.
قراءة | أبا عبيدة القسامي على رسلك .. الأردن ليس الهدف الأسهل .. ولا كلمة فيه تعلو على كلمة فارس بني هاشم
كتبه المهندس خالد بدوان السماعنة في ١٢-١٢-٢٠٢٣
أبو عبيدة القسامي ..
هذا الفارس الغزاوي الملثم الذي بات أيقونة المسلمين عموما والعرب خصوصا بمنظره وهو يلوح بسبابته أمام المشاهدين الذين ترقب أعينهم كل حرف ينطق به.
لقد اشتاقت القلوب لتلك النبرة الحماسية التي تتوعد وتتهدد وتنقل اخبار انتصارات تجري على أرض غزة هاشم ..فوجدت الجماهير ضالتها في صوت هذا الفارس القسامي الغزاوي الملثم .. بل وجدوا في صوته تسلية لهم عما يرونه بعيونهم من مشاهد يندى لها الجبين.
قتل وتقتيل وتقطيع وتشويه وهدم للمنازل !! .. تسلية لهم وهم يرون غزة تمسح - أوكادت- عن خريطة فلسطين.
يرون في صورة وصوت هذا الفارس القسامي الغزاوي الملثم تعزية لهم، وجوابا لسؤال لايريدون طرحه خوفا من سماع إجابة تدمي قلوبهم!
هل ماتم تقديمه من دماء زكية وجثث بالآلاف كان بمقابل؟! هل حققت المقاومة مقابل هذا الموت الذي فتك بالغزاويين شيئا؟!
فيخرج عليهم الفارس القسامي الغزاوي الملثم بصوته يتلو آيات من القرآن، وينقل أخبارا عن انجازات في الميدان تؤمل هذه العيون المرتقبة بأن ما تم بذله لم يكن هدرا ولا هباء منثورا.
بل وما يعزز هذا الأمل تلك الأخبار التي تتناقلها وسائل إعلام الحكومة الإسرائيلية الصهيوني - ولأول مرة- عن حجم الخسائر الإسرائيلية الكبيرة في العدة والعتاد والجنود!!! وفرار الجنود من المواجهات والرعب الكبير الذي أصابهم وبني شعبهم.
لكني في الوقت نفسه لا زلت أذكر وأبناء جيلي صورة مماثلة لهذا الخطاب القسامي .. لقد كان في تسعينيات القرن الماضي.. كان للشيخ السعودي "أسامة ابن لادن" وهو يتهدد ويتوعد الأمريكان وحلفاءها!
نعم .. لا زلت أذكر انتظار الجماهير وترقبهم لكلمة تأتي منه مباشرة أو حتى من تسجيل صوتي له يعلل النفوس بقرب الفرج.
الملايين من الجماهير كانت تنتظر اللحظة التي يخرج عليهم فيها هذا الرجل الملتحي ليطل بوجهه المرهق وهو يقسم بالله أنه سيفعل بالأمريكان الأفاعيل.
كان هذا الشيخ السعودي بعمامته ولباسه الأبيض يومها بطلا أسطوريا بمعنى الكلمة لدرجة أن كلمة منه قد تحرك الآلاف من الجماهير الإسلامية.
لقد حرصت قناة الجزيرة على نقل كل حركة وهمسة له، حتى بتنا ننام على صوته ونصحوا على وعيده وتهديده.
وفجأة ودون سابق إنذار نستيقظ على خبر التفجيرات التي أصابت مبان مدينة الرياض وما حولها في السعودية على أيد شبان سعوديين آمنوا بابن لادن واستجابوا لدعواته في ضرب مقار الأمن والجيش السعودي.
لنكتشف بعدها أن خطابات الشيخ كانت تأسيسا لمشروع تكفيري يستهدف المنطقة العربية وأنظمتها برمتها !! .. بل كانت تلك الخطابات بوابة جحيم فتحت على الأمة الإسلامية بدأت بتفجيرات البرجين مرورا باحتلال أفغانستان فالعراق، ففوضى سوريا والربيع العبري الذي أتى على الأخضر واليابس ولازال.
إن الفارس القسامي الغزاوي الملثم بصوره التي غزت العالم العربي والغربي والذي ترفعه اليوم جماعة حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والحشد الشعبي في العراق وعلى حدود الأردن، يطرح علينا سؤالا ملحا جدا: هل نحن أمام بطل جديد بمشروع جديد قديم يظن أن الأردن سهلة؟!
ثمة شريحة تنظر بترقب وتراقب الشارع الأردني والرأي العام فيه دون أن يصرحوا برأيهم .. أراقبهم واسأل عن سر صمتهم .. وإن تكلموا فبالتصريح بالتخويف أو حتى بالتلويح من الاستمرار في الموقف الأردني الذي انصهرت فيه قيمه العربية الأصيلة التي تأبى الضيم وتأنف الرضى بالذل ليحمل الأردن راية هذا المصهور القيمي العربي في كل المحافل على لسان عميد آل هاشم ومواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية التي لن يسمح بأن يكون حلها على حساب الأردن.
لكن وبالمقابل فثمة شريحة أشبه مايكونون بالنار تحت الرماد .. فهم سكنوا سنينا ينتظرون فرصتهم في ظهورهم وإشهار حقدهم وغيهم تجاه الأردن والأردنيين .. برعوا في خلط الأوراق واستغلال الأحداث لتنبز رؤوسهم في ثوب من الغيرة على فلسطين وهم يريدون التنكيل بالأردن والأردنيين.
أبا عبيدة مهلا .. فنحن معكم في غزة بقلوبنا وأموالنا وأكفنا التي ما ملت الدعاء لكم، ولكننا أبدا لن نكون معك أو مع غيرك في تنفيذ مشاريع هدفها إسقاط الأردن.
لقد أثبت الأردن عبر قيادته الهاشمية أنه من أحرص الناس على الفلسطينيين وقضيتهم عبر تصريحاتها وثبات مواقفها وتقديم مايمكن دون أن يكون الثمن أمن الأردن ودماء الأردنيين وسلامتهم.
القيادة الهاشمية تعلم أن الأردن مستهدف ومنذ سنين! وتعلم ونعلم أن الأردن استعصى على المؤامرات عبر التاريخ المعاصر باللحمة بين قيادته وشعبه وتقديمهم لأمنه.
فلماذا يخاطب الفارس الملثم الشعب الأردني دون قيادته ؟!
وماذا يمكن أن يقدم هذا الشعب العربي الأصيل زيادة على ماتقدمه قيادته الهاشمية القرشية؟!
الأردن كابوس الاحتلال باللحمة التي بين قيادته وشعبه !
الأردن كابوس الاحتلال الإسرائيلي وغير الإسرائيلي الذي يتربص بالأردن الدوائر لنشر مشاريعه عبر أراضيه.
نحن نحب طلعة هذا الفارس القسامي الغزاوي الملثم ولكن حبنا للأردن ولفارس بني هاشم أكبر.
نحن الأردنيين أهل فزعة ولكن فزعتنا ستكون مع عميد آل هاشم .. لا نأخذ أوامرنا إلا منه .. ولا ننفر حتى يعلن هو النفير ..
الخلاصة: الأردن لا كلمة فيه تعلو على كلمة فارس بني هاشم.
تعليقات
إرسال تعليق