المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

قراءة | فتح باب السيارة للمسؤول… طقس بروتوكولي أم مظهر تسلطي؟

بقلم: المهندس خالد بدوان السماعنة  في مشهد يتكرر يوميًا على أبواب الوزارات والمؤسسات الرسمية، نرى موظفًا أو مرافقًا يهرع لفتح باب السيارة للمسؤول لحظة وصوله، وكأن هذا الفعل هو جوهر البروتوكول وقمة الاحترام. وبينما يراه البعض سلوكًا لائقًا ضمن الأعراف الرسمية، يراه آخرون مظهرًا من مظاهر المبالغة والتضخيم لمنصب يفترض أن جوهره "خدمة الناس" لا "تلقي الخدمة". طقس يتجاوز وظيفته ،،، فتح باب السيارة للمسؤول قد يبدو تصرفًا بسيطًا، لكنه محمّل بالرمزية. فحين يتحول إلى سلوك يومي دائم، خارج المناسبات الرسمية، يُفهم على أنه تجسيد لفكرة "الزعيم الذي لا يمد يده حتى لمقبض الباب"، وتكريس لثقافة التبجيل لا ثقافة العمل. هذا المشهد لا يخلو من مفارقة: فالمسؤول الذي يُفترض أن يكون في خدمة المواطن، يتحول فجأة إلى شخص تُقام له الطقوس وتُختزل حوله معاني التواضع والبساطة. وهو ما يُغذي صورة المسؤول البعيد عن الناس، ويكرس مبدأ الفوقية لا الشراكة. انعكاس لعقلية السلطة ،،، ثقافة "فتح الباب" في هذا السياق لا تتعلق فقط بالبروتوكول، بل بعقلية السلطة في مؤسسات الدولة وكيف ترى نفسه...