" فلسطين بوصلتنا وتاجها القدس الشريف" .. كلمات هاشميات غاليات .. سلك أهل غزة "طريق الموت" لتجسيدها
ما
معنى أن تكون "فلسطين بوصلتك؟"
وما
ثمن ذلك؟
وأي
طريق ستسلك لتحقيق ذلك؟
"فلسطين
بوصلتنا" .. جملة بحروف قلائل أطلقها جلالة الملك الهاشمي عبدالله الثاني ابن
الحسين .. وكعادة جلالته حين يريد توجيه رسالة عميقة المعنى في وسط تتعالى فيه
أمواج الفتن، وتصطرع فيه قوى الشر مع الخير.
"فلسطين
بوصلتنا" ..
رسالة
موجزة أفهم منها أنا الكاتب أن من لم تكن فلسطين قضيته فقد أضاع بوصلته وبات يعيش
تائها..
القدس كانت قبلة المسلمين ردحا من زمن .. ثم شاء الله أن تكون مسرى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم امتحانا امتحنت به الأمة الإسلامية والعربية على
مر تاريخها منذ أن قام الفاروق عمر بن الخطاب بتسلم مفاتيح القدس وخطت له العهدة
العمرية يومها ..
لم
تزل فلسطين والقدس بوصلة كل المسلمين والعرب ومعيار السلامة ..
فمتى
كانت فلسطين محتلة لم تكن الأمة الإسلامية عموما والعربية خصوصا بخير
!..
"
فلسطين" .. هذا الاسم الذي نسيه أو كاد جماهير الأمة أن ينسوه
في زحمة انشغالهم بقضاياهم المتفرقة والمجتمعة عليهم ..
عاد هذا الاسم اليوم علما وشاهدا على أن الأمة كانت قد أضاعت بوصلتها
في زحمة الأحداث .. فجاءت " غزة " بحصارها وألمها ورغم صغر حجمها وكبير
صنع أهلها لتعيد للأذهان ما كان من يهود طوال سنين طويلة.
"غزة" تنتفض لتنفض الغبار عن
عقول الشباب الذين لم يدركوا ١٩٤٨ ولا ١٩٦٧ ولا
يوم الكرامة وما ادراك ما يوم الكرامة ! ..
أهل "غزة" الأشاوس أعادوا صنع الأحداث أمام أنظار الصغار
والشباب والشيوخ لتُعيد ذكريات من رأى بعينيه، وتصيغ ذاكرة من لم يشهد الماضي
ليشهد الواقع بعيني رأسه!.
أهل
غزة سلكوا " طريق الموت " واجتمعت عليهم قوى الشر كلها بقضها وقضيضها
وحدها وحديدها لا لشيء إلا لأنها برهنت أن هذه الأمة قد تنام لكنها أبدا لن تموت.
كلّما
وقفت بين يدي الله للصلاة، وفي ذاكرتي مشاهد الدمار والدماء والدموع والبكاء ترسخ
في نفسي أن القدس لم تكن أولى القبلتين عبثاً، وأن صعود المصطفى إلى السماء لَم
يكن من فوقها مُصادفةً.
بل أشعر أن هذا الأمر كلما تذكره العقلاء وأصحاب القلوب الحية تذكروا
أنهم أصحاب قضية لا يمكن التنازل عنها ولا تقبل التفريط.
" وتاجها القدس الشريف" .. حروف
ملكيات غاليات خُطت بعناية لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد :"ولن نحيد عن
الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه
كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا".
تاريخ
القدس مليء بفشل محاولات احتكار المدينة المقدسة لدى طرف أو جهة واحدة على حساب
الآخرين .. ولا بد من إيجاد معادلة تضمن بقاء القدس مدينة مفتوحة ..
ولقد آن الأوان لعمل جاد ومعمق لمستقبل القدس خارج محاولات الاحتكار والتهويد
والسيطرة من قبل جانب الكيان المحتل.
فيا
قدس !.. يا مدينة السلام لمثلك تجري دموع الرجال قهرا على ما بات عليه حالك
.. وكم سالت دماء طاهرة على ثراك .. مئات الألوف عبر التاريخ قضوا نحبهم على ثراك
الطاهر .. وجرت سيول الدماء الطاهرة فحفرت في ترابك أخاديد وخنادق .. وستبقى تسيل
حتى يرجع الحق لأهله.
تعليقات
إرسال تعليق